کد مطلب:239530 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:142

الفضل بری ء من کل ما نسب الیه
أما نحن فاننا بدورنا نستطیع أن نؤكد علی ما یلی :

ان ما بأیدینا من النصوص التاریخیة یابی عن نسبة التشیع للفضل، بل و حتی عن نسبة اشارته علی المأمون بهذا الأمر، فضلا عن كونه المدبر له، و القائم به .. اللهم الا أن تكون مؤامرة اشترك الرجلان معا فی وضع خطوطها العریضة، آخذان فی اعتبارهما ظروفهما، و مصالحهما الشخصیة، لیس الا ..

بل ان بعض النصوص تفید أن الفضل كان عدوا للامام (ع)، حیث انه كان من صنائع البرامكة [1] ، أعداء أهل البیت (ع) . و أنه لم یكن حتی راغبا فی البیعة للرضا (ع)، و أنه و أخاه قد مانعا فی عقد العهد للرضا [2] ؛ فكیف یكون هو المشیر علی المأمون بالبیعة له .. بل لم یكن



[ صفحه 264]



یعلم أن المأمون یرید عقد البیعة له الا بعد وصوله الی خراسان و احضار المأمون له، و اعلامه بأنه یرید عقد البیعة له علی ما فی مقاتل الطالبیین ص 562 و الطبری و غیرهما . و أن كان ربما یناقش فی ذلك بمنافاته لرسالة الفضل التی ارسلها الی الامام و هو فی المدینة و التی أوردها الرافعی فی التدوین.

و ذلك ما یقوی أنه كان متآمرا علی الامام مع المأمون كما نصت علیه تلك الرسالة بأن ذلك عن اتفاق بینه و بین المأمون فراجعها .

ولو أنه كان ممن یتشیع للامام (ع)، فكیف یمكن أن یتآمر علیه، و یحاول أن یجعل للمأمون ذریعة للاقدام علی التخلص منه (ع)، و ذلك عندما ذهب الی الرضا ، و حلف له بأغلظ الأیمان، ثم عرض علیه قتل المأمون، و جعل الأمر الیه . [3] .

لكن الامام بسبب وعیه و تیقظه قد ضیع علیه و علی سیده هذه الفرصة، حیث أدرك للتو أنها دسیسة و مؤامرة، فزجر الفضل و طرده، ثم دخل من فوره علی المأمون، و أخبره بما كان من الفضل، و أوصاه أن لا یأمن له ..

و بذلك یكون الامام (ع) قد ضیع علی المأمون و الفضل فرصة تنظیم اتهام له بما لم یكن - كما أنه یكون قد شكك المأمون فی اخلاص الفضل له .

و عاد الفضل من مهمته تلك بخفی حنین، یجر هو و سیده أذیال الخیبة، و الخزی، و الخسران ..

أما اذا كان الفضل قد أقدم علی ذلك من دون علم المأمون - كما



[ صفحه 265]



هو غیر بعید - فلیس ذلك الا بدافع من حقده الدفین علی الامام (ع)، و حسده له ، یرید بذلك تمهید الطریق لمقتله، لیخلو له الجو، و لیفعل من ثم ما یشاء، و حسبما یرید ..

و أیا ما كانت الحقیقة، فان النتیجة لیست سوی الخزی و العار، و الخیبة القاتلة بالنسبة للفضل فی هذه القضیة ..

و یا لیته كان قد قنع بذلك .. و لكنه استمر فی تحریض المأمون علی التخلص من الامام (ع)، حتی ان بعض المؤرخین یری : أن المأمون لم یقتل الامام الا بتحریض من الفضل بن سهل !!!..

و بعد .. فهل یمكن أن تنسجم دعوی تشیعه مع اشارته علی المأمون بارجاع الامام عن صلاة العید، و ذلك حتی لا تخرج الخلافة منه ؟! .. كما سنشیر الیه انشاء الله .

و أیضا .. مع اظهاره العداوة الشدیدة للامام (ع) و حسده له علی ما كان المأمون یفضله به، علی حد تعبیر الریان بن الصلت ؟!! [4] .

و كذلك مع اصطناعه هشام بن ابراهیم الراشدی، و جعله عینا للمأمون علی الامام، ینقل الیه حركاته و سكناته، و یمنع الناس من الوصول الیه حسبما تقدم ؟!!.

ولو أن الفضل كان ممن یتشیع للامام، لكان یجب أن یعد من أعظم البلهاء، اذ كیف لا یلتفت لأمر المأمون المؤكد لرسله : أن لا یمروا بالامام عن طریق الكوفة و قم، لئلا یفتتن به الناس . ثم الی تهدیداته له بالقتل، ان لم یقبل ما یعرضه علیه، ثم الی جلبه العلماء و المتكلمین



[ صفحه 266]



من أقاصی البلاد، من أجل افحام الامام، و اظهار جهله و عجزه، الی آخر ما هنالك، من صفحات تاریخ المأمون السوداء .

ثم نری أنه هو بنفسه یشارك فی ذلك كله، و سواه، و یعمل من أجله حتی لقد شارك فی التهدید للامام، ان لم یقبل ما یعرفه علیه المأمون ..

و اذا كان نفوذه قد بلغ حدا یجعل المأمون یتنازل عن عرشه - الذی قتل من أجله أخاه - لرجل غریب، فلماذا لا یعمل هذا النفوذ من أجل أن یمنع المأمون عن ذلك السلوك اللانسانی ، الذی انتهجه مع الامام، ابتداء من حین وجود الامام فی المدینة، و الی آخر لحظة عاشها معه، و بعد ذلك الی ما شاء الله ..

هذا كله من جهة ..


[1] البحار ج 49 ص 113 ، 143 ، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 166 ، و ص 226.

[2] مقاتل الطالبيين ص 563، و الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 270، و نور الأبصار للشبلنجي ص 142، و كشف الغمة ج 3 ص 66، و روضة الواعظين ج 1 ص 269، و البحار ج 49 ص 145، و ارشاد المفيد ص 311 ،310، و غير ذلك.

[3] و ان كنا لا نستبعد أن يكون قد أقدم علي ذلك من دون علم المأمون، و بدافع من حقده الدفين علي الامام عليه السلام، و حسده له ؛ يريد بذلك تمهيد السبيل لقتله، ليخلو له الجو، و ليفعل من ثم ما يشاء و حسبما يريد.

[4] مسند الامام الرضا ج 1 ص 78، و البحار ج 49 ص 139، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 153.